Success stories of Palestinian achievers from all over the world
صنع في غزّة.. قميص يُبرّد صاحبه في الحرّ ويشفي الأمراض

صنع في غزّة.. قميص يُبرّد صاحبه في الحرّ ويشفي الأمراض

05-May-2017


بالرغم من تعرّضه لحصار مشدّد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، للعام الحادي عشر على التوالي، حاول الاحتلال من خلالها إيقاف الحياة وقصّ خُصلة الأمل والإبداع، إلا أنه فشل أمام تحدّي وإصرار سكّانه في مقاومة الحصار.

فطوال السنوات الماضية، سجّل قطاع غزة الكثير من مشاريع "الإبداع والتميّز والتفوّق"، التي حازت على إعجاب دول أخرى؛ لما ينتجه سكّان هذه البقعة الجغرافية المحاصرة، ولعل آخر ما نجح القطاع في إظهاره للعالم مقدرته على الصناعة، رغم كل التحدّيات الصعبة التي تواجهه. 

قميص يتكيّف مع حاجات الجسم


ولأول مرة على مستوى الدول العربية، تتّجه شركة فلسطينية محلّية في قطاع غزة مختصّة في بيع وصناعة الملابس الجاهزة لفئة الشباب، إلى صناعة أول قميص يحمل مواصفات خاصة، قد تصل للعالمية كسرعة البرق بعد خرقها للحصار الإسرائيلي.

القميص الشبابي الذي يحمل اسم "أومني فريز زيرو"، تعكف شركة "free man" المحلية للملابس الشبابية على وضع لمساتها الخاصة والتعديل عليه وتطويره، ليصبح أول قميص شبابي يمكنه تبريد من يرتديه ويسير به في ظل حرارة الطقس المرتفعة.

ويوضح طارق حمادة، مدير شركة "freeman" صاحبة المشروع، لمراسل "الخليج أونلاين" في غزة، أن القميص الأول من نوعه على مستوى فلسطين والوطن العربي، يعتمد على طبقتين دائريتين للتبريد، وسيطرح رسمياً خلال أيام في السوق الفلسطينية، ويتناسب سعره مع الجميع.

وأشار حمادة إلى أن فكرة ابتكار القميص جاءت اعتماداً على الدارسة التي تفيد بأن جسم الإنسان يتمتّع بنظام تبريد عالي الكفاءة، وأنه عند التعرّق يؤدّي تبخّر الرطوبة عن الجسم إلى تخفيف حرارته، فهنا تم تطبيق الدراسة وصناعة هذا القميص، ليتماشى مع احتياجات جسم الإنسان، وخاصة في فصل الصيف، الذي يصاحبه ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

تحدٍّ جديد للحصار

وتابع: "عملنا على تطوير القماش المستخدم في صناعة القميص الشبابي (أومني فريز زيرو) من القطن الخالص، وأدخلنا عليه بعض التعديلات الهامة والأساسية ليواكب احتياجات الجسم من الحرارة والتعرّق، وأضفنا آلاف الحلقات المصنوعة من مادة (البوليمر) البلاستيكية، ووزّعناها بشكل دائري على الطبقة الداخلية للقميص؛ لتمتصّ التعرّق وتعطي درجة حرارة معتدلة للجسم".

وأضاف: "هذه المادة تمتصّ الرطوبة بشكل كبير، وتعدّل تلقائياً درجة حرارة الجسم للإنسان، لأقل من 10-20 درجة مئوية مقارنة بأي نوع قماش آخر، ما يخفض درجة حرارته ويشعره بالراحة والانتعاش طوال فترة ارتدائه للقميص، حتى وإن كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً.

وأشار حمادة إلى أن القميص، الذي لا يتجاوز سعره 50 شيقلاً، أي ما يقارب الـ 17 دولاراً، يتناسب كذلك مع المرضى والمصابين بالتهابات في أجسادهم؛ فنوع القماش، وكذلك المواد المضافة عليه، ستسهم بشكل كبير في خفض نسبة التهاب الجلد.

ولفت الانتباه إلى أن مشروعه الجديد والأول من نوعه في المنطقة، هو "رسالة للاحتلال الإسرائيلي" الذي يفرض حصاراً خانقاً على قطاع غزة، تفيد بأن "أهل غزة لم ولن يموتوا، وسيواصلون بالإبداع والبحث والمعرفة طرق كل الأبواب لتحدّي الحصار وتجاوزه".

المصدر