بدأ التميّز لدى فايز الكركي مع أول لون نقشته انامله الغضة قبل 15 عاما على ورقة أحلام طفولةٍ مولعةٍ بالرسم المعماري تحولت مع مختلف مراحله العمرية إلى أمر واقع ليصبح أول يافعٍ في فلسطين يتقن صناعة أفلام الرسوم المتحركة "الانيميشن" من ألفها إلى ياءها بمجهوده الفردي الخالص وبكل ما أوتي من ملكات شخصية لم تقتصر فقط على إتقان الرسم.

الرسم المعماري لم يكن إلا بداية الطريق للشاب فايز الكركي 20 عاما الذي بدأ بعمر الـ7 سنوات بتجسيم رسوماته وسط عائلة لم ترى من هذه الموهبة إلا فوضى غرفته الدائمة المكتظة بالرسومات والمجسّمات فكانت أدراج مكتبة الشاهد الأمين عليها.

ترك الكركي مقاعد الدراسة بعد الصف العاشر الثانوي ولكنه رافق هدفه على التعلّم الذاتي حتى وصل إلى الإبداع وبات يسرق الوقت من الوقت مستثمرا كل دقيقة من عمره في إعادة تدوير كل شيء يقع تحت نظره مترافقا وإتقانه لفن نحت الصلصال الذي صنع منه شخصيات كبيرة وجد من خلال تصويرها بكاميرته أنها تصلح لأن تصبح شخصيات داخل فيلم رسوم متحركة "انيميشن ".

ملكة التصوير رافقها استثمار لإمكانية التصنيع التي اكتسبها الكركي عندما قرر تنمية مواهبه من خلال عمله في معظم معامل مدينته الصناعية التي تعلم فيها كل ما يساعده في تصنيع شخصيات أفلامه وتصويرها فصنع بنفسه حاملا لكاميراته "ستاند" والإضاءة اللازمة للتصوير وتعلم إعادة تدوير المواد.

وعن مراحل إنتاج حلقة لفيلم انيميشن يقول الكركي:" أختار الفكرة وأكتبها على شكل سيناريو ثم أبدأ باختيار شخصيات الفيلم أصنعها بنفسي من نحت الصلصال، أما الأثاث والبيوت والمستلزمات الأخرى فأعيد تدويرها من خلال الكرتون والبلاستيك والتراب والحجارة وكل ما يقع عليه نظري ثم أبدأ بالتصوير وهي أصعب واطول مرحلة في العمل فكل لقطة "فريم" تحتاج إلى 24 صورة".

أسبوع كامل من العمل يحتاج الشاب الخليلي لإنتاج حلقة واحدة من أفلام الأنيميشن التي ينتجها باستخدام ثلاثة برامج متخصصة after effect، premier، Photoshop لعدم توافر البرنامج العالمي لصناعة الأنيميشن في فلسطين stop motion.

لقد أصبح الكركي أول وأصغر صانع لأفلام الأنيميشن في فلسطين كلها رغم العقبات والإحباطات التي واجهها من القريب والبعيد ويقول:" لم يصدق المحيطين بي أنني قادر على إنتاج هذه الأفلام من ألفها إلى يائها وآخرون لم يجدوها مهمة ولكن إصراري كان رفيقي الدائم ولا يثلج صدري سوى رغبة التعلم التي أراها في بعض الطلاب الذين يقصدونني".

وسائل الإعلام كانت أول من اكتشف فايز الكركي تقارير بالمئات كُتبت عنه من خلالها وصل إلى كلية بوليتكنك فلسطين بالخليل التي دعمته وأدخلته إلى مشروع حاضنة تطوير الأعمال الريادية التي تعلم منها الكثير ومنها انطلق بقوة وحماس كبيرين نحو افتتاح أول شركة خاصة أطلق عليها اسم pal motion” ستتولى الإنتاج والبيع والإعلان عن أفلامه التي كان آخرها فيلم toka moon الموجه  للأطفال والتي صنعت شخصياته من الصلصال والمواد المعاد تدويرها.

نال الكركي جائزة أفضل فيلم أنيميشن بفلسطين عام 2016 من خلال مشروع "الشراكة من أجل التنمية" وقدم لمسابقات عالمية إلا أنه انسحب رغم هدفه الكبير بأن يصل إلى العالمية ويقول: "قدمت لمسابقات عالمية وانسحبت رغم الموافقة فضلت التحضّر 100% للمسابقة لأنال الجائزة".

المصدر